السبت، 21 يونيو 2008

المحاربون الشراكسة

المحاربون الشراكسة original date: 11/16/2007

بالإشارة الى المناقشات بخصوص النتائج المتأتية عن الحرب القوقازية / الروسية والتي وصلت الى النتائج المعروفة جيدا حيث نتجت من خلال الأحداث والنتائج المنطقية. ومن خلال خلفية مختصرة للموضوع المذكور, يتضح بان الشراكسة كان لهم قدرهم بالعيش لآلاف السنين في منطقة استراتيجية كانت ولا تزال, محل اهتمام القوى الإستعمارية التوّاقة, وخاصة امبريالية الإمبراطورية الروسية الطامعة في احتلال واستعمار هذه المنطقة الإستراتيجية والتي تقدم العديد من امكاسب المحتملة كالسيطرة على جبال القوقاز الإستراتيجية والوصول الى المياه الدافئة للبحر الأسود والتي تتيح الوصول لاستعمال الموانئ البحرية للتوسع والأمتداد أكثر و/أو تأسيس مراكز تجارية وطرق مع جنوب أوروبا وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط والهند وجنوب شرق آسيا. قامت روسيا بشن سلسلة من الحروب الإستعمارية ضد جميع الأمم المتواجدة حول المسكوفيين وما بعدهم.
ان الأدوار المشبوهة والإنتهازية والتي اظهرتها الإمبراطورية العثمانية عند التعامل مع القوقاز, كانت سياسة نفعية حيث ارادت التقاط منافع متعددة, بينما كانت تتوقع المكاسب الأنانية عند التملق و يشكل مزدوج او بصورة ذات اوجه متعدده, وكانت تريد السيطرة على المنطقة وعلى شعوب شمال القوقاز ولعب دور استعمال لحن الأخوّة والدين, ولكن في المقابل تنفّذ المؤامرات مع روسيا الإمبريالية, إلاّ ان الإمبراطورية الروسية الطامعة وبعد ان ادّعت الإنتصار على شعوب شمال القوقاز الصغيرة بعد مئات السنين من حروب امبريالية واستعمارية اجرامية.
ان اللعبه الخاسره التي لعبها العثمانيون وخسروها تذكّر بالمثل الشهير الذي يقول:
"من طمع بالفوز بكل شيء, خسر كل شيء"
ان كل الامم المستهدفه كانت لها مشاعر ومواقف نحو تلك القوى الاستعماريه, لكن كان لها ثقه وايمان اكيدين بالوعود العثمانيه والتي لم تنفّذ مطلقا, لان الامبراطوريه العثمانيه المتوعّكه في ذلك الزمان والميته فيما بعد, كانت قد وصلت الى طريق مسدود مع منافستها الامبرياليه وقررت توقيع معاهدة سلام مع الامبراطورة الروسيه كاثرين الثانية, حيث تركت القدر وحق تقرير المصير في مهب الريح وحتى عالقه في شباك العنكبوت, بصرف النظر عن كل الوعود الفارغة بمساعدة شمال القوقاز للتمكن من الدفاع عن الوطن الام ضد الطمع الامبريالي الروسي مع الكذب وابداء العواطف الدينيه والامال الوهمية والتي اعطيت, لكن لم تلبّى او تحترم اطلاقا.
ولسوء الحظ الاستثنائي للشراكسه والحوادث التي جلبت دمارا عظيما والخسارة والتدمير والآلام والفظاعات وحرب الخنادق التي حدثت ضد شركيسيا في ايار/مايو من عام 1864, عندما اجتمعت المصالح الاستعمارية واجتاحت شعوب واراضي شمال القوقاز. لقد احتل واستعمر الروس بالمعنى الشامل للاستعمار, كل منطقة شمال القوقاز حيث ادى الإحتلال للانتقام والثأر وذلك بايقاع عبء ثقيل على شعوب شمال القوقاز والتي استمرت بقتال الامبريالين الروس لمئات السنين ولاتزال الى يومنا الحاضر.
لقد امسك الروس وانتزعوا واستولوا وصادروا وقهروا وسحقوا واحتلوا وفرضوا السيطرة والحيازه لاراضي القوقاز. كذلك ازهقوا الارواح واغتالوا وذبحوا واقاموا المجازر وسفكوا دماء الافراد والعشائر والقبائل والشعوب بدون تساهل او رحمة او شفقة او عطف.
وعندما شعر قادة الشراكسة وشمال القوقاز واصبحوا مدركين ومتيقنين بان الروس الغزاة اصبحوا يطبقون عليهم, اجتمعوا في منطقة سوشي ثم طالبوا وناشدوا "المفترض ان تكون قوى كبرى" في ذلك الوقت, وبشكل رئيسي الامبراطورية العثمانية وبريطانيا العظمى للحصول على المساعدة في وقف الغزو الاستعماري الروسي الطامع والذي اخذ يصبح اقرب فاقرب للسيطرة واحتلال كامل المنطقة؛ ولكن ووجهوا وقوبلوا بصمت ابدي من قبل تلك القوى الكبرى والاخرين. لقد قاموا حتى بمشاهدة ما حدث مع مباركة المذابح والابادة الجماعية لعشرات من شعوب وامم شمال القوقاز.
لقد زادت الدولة العثمانية لمسة تبدو وكأنها إيمائيّة, ولكن في الحقيقة كانت شرّيرة وسامّة وآثمة ومؤذية. لقد قام السلطان العثماني والسلطات العثمانية "مع الاذن والمباركة من الغزاة والطغاة الروس", وارسلوا مبعوثيهم ومندوبيهم ورسلهم ليظهروا بانّهم كانوا يحاولون مواساة ومساعدة شعوب شمال القوقاز, وقاموا بدعوتهم جميعا الى ما دعوهه "الامبراطورية العثمانية الاسلامية". حيث بدى ذلك جيدا وانسانيا! اليس كذلك؟
لكن الحقيقة المرة كانت ان الامبراطورية العثمانية ارادت محاربين ومقاتلين اشدّاء, و بمقدورهم الدفاع عن تلك الامبراطورية المتهالكة, وكانت الخطة تقضي بارسال هؤلاء الشراكسة والشمال قوقازيين الى البلقان من اجل بقاء الوجود التركي هناك, وكذلك موضوع رئيسي اخر وهو ارسالهم الى المنطقة العربية ليكونوا قادرين على السيطرة على الاضطرابات التي كانت قد بدأت تظهر بين الحين والاخر في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق والاردن والحجاز (حاليا جزء من العربية السعودية), حيث كان عليها مهمة اخرى وهي بشكل رئيسي وفي الدرجة الاولى لحراسة وحماية وسائل المواصلات وخاصة "الخط الحديدي الحجازي" والذي كان الوسيلة الرئيسية للربط بين اسطنبول و المدينة المنورة حيث جرى تسميته "سكة حديد الحج".
هؤلاء الشراكسة والشمال قوقازيين المضطّهدين لايزالوا يعيشون بشكل رئيسي في تركيا وتلك المناطق كأقليات لم ينسوا بعد كل الفظائع التي اجبرت اجدادهم على مغادرة الوطن الام. انهم الان في اكثر من ثلاثين دولة في العالم بما فيها الوطن الام, وان قلوبهم وعقولهم هي متجهة وحتى انها مقيمة في الوطن الام العزيز, وهم يطمحون لرؤية اللحظة التي يستطيعون فيها العودة الى الوطن, ومن الجدير بالذكر, بان الاغلبية من شمال القوقاز لهم مثل واحد ووحيد في الوجدان الا وهو "الوطن هو المكان الموجود به القلب".
لقد كان على الشراكسة ان يعيشوا حياة صعبة لمئات السنين, للتكيف والتعود مع حالة الحرب المستمرة التي تعرضوا لها. ان تلك الحياة الصعبة والاستثنائية للشراكسة خلقت منزلة معينة ومعيارا للتصرف والسلوك, حيث صنعت الانسان المجرّب القادر على التحمل والقوة الشديدة والصلابة والقدرة على التعامل مع الظروف والثبات والمرونة والاحتمال والجلد والصبر والألم والتمرس والرسوخ, وقد وجدت جميعا في مثل تلك البيئة من الصعاب, والتي جعلت الناس يعيشون في احوال وظروف قاسية, منذ ان بدأت روسيا الأمبريالية واستمرت في شن حروبها الاجرامية الغير متكافئة باستمرار وتواصل واضطراد ونحو متوال وغير متقطّع لاستعمار وضبط قدر ومستقبل شعوب الشراكسة وشمال القوقاز, وبغض النظر عن التداعيات والنتائج الكارثيّة المترتبة عليها.
28 اغسطس/آب 2006
إيجل
مجموعة العدالة لشمال القوقاز
----------------------------
Sunday, November 28, 2006, 1:03:51 PM The Eagle's Editorial Collection

0 التعليقات: