الأحد، 10 أغسطس 2008

واشنطن تحذر موسكو من عواقب النزاع بأوسيتيا الجنوبية


واشنطن تحذر موسكو من عواقب النزاع بأوسيتيا الجنوبية

حذرت الولايات المتحدة اليوم الأحد روسيا من أن "تصعيدها غير المتكافئ والخطير" للنزاع في أوسيتيا الجنوبية سيكون له انعكاس "كبير" على علاقاتها مع واشنطن، طبقا لما أعلنه البيت الأبيض.
وقال جيم جيفري نائب مستشار الأمن القومي الأميركي للصحفيين في العاصمة الصينية بكين "لقد أوضحنا للروس أنه في حال استمرار التصعيد غير المتكافئ والخطير من الجانب الروسي، فإن ذلك سيترك أثرا كبيرا على المدى الطويل على العلاقات الروسية/الأميركية".
ومن جانبها هددت أوكرانيا الأحد بمنع سفن الأسطول الروسي في البحر الأسود المشاركة في النزاع مع جورجيا من العودة لمرفئها في سيباستوبول جنوب القرم، وفق ما أعلنته وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان لها.
وجاء في البيان الذي نشرته الوزارة على موقعها الإلكتروني أن "الجانب الأوكراني يملك طبقا لأحكام القانون الدولي والتشريعات الأوكرانية، الحق في منع عودة السفن التي يمكن أن تشارك في العمليات العسكرية إلى الأراضي الأوكرانية حتى نهاية النزاع الروسي/الجورجي".
وأفادت وكالة الأنباء الروسية نقلا عن مصدر في قيادة الأسطول الروسي بأن السفن الحربية الروسية تفرض حصارا بحريا على جورجيا لمنع وصول أسلحة وتجهيزات عسكرية أخرى إليها.
الأمم المتحدة والنزاع من جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في بيان رسمي عن "قلقه من توسع النزاع بين جورجيا وروسيا"، داعيا الطرفين إلى وقف القتال في أوسيتيا الجنوبية والدخول في تسوية سلمية.
وأضاف مون أنه يشعر بقلق من تصاعد العمليات القتالية في أوسيتيا الجنوبية ووقوع الضحايا وانتقال التوتر إلى إقليم أبخازيا، مطالبا جميع الأطراف بضبط النفس وضمان سلامة المراقبين العسكريين التابعين للأمم المتحدة.
يشار إلى أن أدموند موليت مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام أبلغ مجلس الأمن السبت بأن الحكومة الانفصالية في أبخازيا طلبت منه سحب مراقبي الأمم المتحدة الموجودين في وادي كودري الأعلى دون أن تعطي أسبابا محددة لهذا الطلب.
وأفاد موليت بأن المراقبين موجودون حاليا في قاعدتهم في سوخومي عاصمة أبخازيا تفاديا لاحتمال تورطهم في أي تبادل لإطلاق النار بين القوات الجورجية والقوات الانفصالية.
موسكو تطلب التحقيقوفي موسكو، دعا رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الأحد إلى التحقيق في ما أسماها "أعمال الإبادة التي ارتكبتها القوات الجورجية في جمهورية أوسيتيا الجنوبية، تمهيدا لمحاكمة مرتكبيها". وذلك خلال لقاء مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف.
وقال بوتين مخاطبا الرئيس الروسي "أعتقد أنه سيكون من العدل أن تأمر النيابة العسكرية بالتحقيق في مثل هذه الحوادث لأن غالبية الشعب الأوسيتي من المواطنين الروس".
وذكر مراسل الجزيرة في موسكو جمال العرضاوي أن الرئيس ميدفيديف أكد عزمه إصدار أمر بتوثيق ما أسماها جرائم الجورجيين "تمهيدا لمحاسبة مرتكبيها".
وأشار مراسل الجزيرة إلى أن مسؤولين روسيين طالبوا حكومتهم بالعمل على محاكمة ساكاشفيلي كمجرم حرب، في دلالة غير مباشرة على أن روسيا لا تنوي وقف الصراع العسكري عند هذا الحد وقد تذهب إلى مدى أبعد من إقليم أوسيتيا الجنوبية.
وردا على سؤال للجزيرة أوضح السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أن الطلب الروسي بوقف القتال شرط عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الهجوم الجورجي الأخير، لا يعني انسحاب القوات الروسية من مناطق النزاع.
وشدد تشوركين على أن الحل السريع لهذه الأزمة يتمثل في وقف القتال وانسحاب القوات الجورجية من المواقع التي دخلتها في أوسيتيا الجنوبية وتوقيع تعهد بعدم استخدام القوة، قبل البحث في أي ترتيبات سياسية وعسكرية لحل النزاع القائم في المنطقة.
مجلس الأمن يفشلونقل عن دبلوماسيين شاركوا في الاجتماع المغلق لمجلس الأمن الدولي السبت قولهم إن تشوركين قارن خلال الاجتماع عملية روسيا في أوسيتيا الجنوبية بعملية حلف شمال الأطلسي في إقليم كوسوفو عام 1999، متهما في تصريح إعلامي عقب الاجتماع، الجانب الجورجي بارتكاب إبادة جماعية وتطهير عرقي.
وفشل مجلس الأمن الدولي في التوصل لأي بيان بخصوص الوضع في أوسيتيا الجنوبية بسبب التباين الكبير في موقف الدول الأعضاء حيال الموقف في الإقليم الذي أعلن انفصاله عن جورجيا من جانب واحد مطلع التسعينيات من القرن الماضي.
المصدر: وكالات

0 التعليقات: