أوكرانيا تحتاج طبقة سياسية جديدة
إيغور سوبوليف الحياة - 17/09/08//
يعود السبب الرئيسي الذي كانت أوكرانيا تخسر استقلالها جراءه تارةً لمصلحة الروس وتارةً للبولنديين الى نوعية طبقتنا السياسية الرديئة. والحس الوطني مفقود بأوكرانيا، على خلاف ما هي عليه الحال في روسيا. فالحكم في الكرملين، على اختلاف أنواعه وضروبه، يقمع أي محاولة انفصال محلية بالقوة. وفي جورجيا، أخذ الفريق المعارض لساكاشفيلي، الرئيس الجورجي، موقفاً وطنياً مشرفاً. وأعلنت المعارضة تعليق نشاطاتها أثناء الحرب، صوناً لوحدة البلاد.
ولكن هل من المحتمل أن يحذو سياسيو أوكرانيا حذو نظرائهم الجورجيين، في حال واجهت أوكرانيا حرباً مماثلة؟ والأغلب على الظن أن الجواب سلبي. وعليه، أقترح الامتناع من الاقتراع للائتلاف البرتقالي الحاكم. فهو لم يعد على سابق عهده عشية الثورة البرتقالية، في 2004.
وأثبتت التجارب أن ليس في مقدور يوليا تيموشنكو، رئيسة الوزراء الأوكرانية، وفيكتور يوشنكو، الرئيس الأوكراني، العمل متعاونين متحالفين. فصدقت توقعات فيكتور يانوكوفيتش، رئيس حزب المناطق الموالي لموسكو، عشية إعلان الائتلاف الحاكم.
ولا أدعو الى الاقتراع ليانوكوفيتش. فنحن في حاجة ماسة إلى طبقة سياسية جديدة للخروج من مستنقع الخيارات السياسية الراكدة. ونحتاج إلى طبقة سياسية جديدة يرفدها رجال الأعمال، والحقوقيون، والخبراء وغيرهم. ومن المفترض أن تسعى هذه الطبقة ليعيش أولادها وأحفادها عيشاً كريماً وهانئاً في بلدهم.
وهذا النوع من الأشخاص لا ينبت بين ليلة وضحاها. ولكنه ينشط في مناطق مختلفة وبعيدة، وفي مجالس البلديات ومجالس المناطق. والأشخاص هؤلاء بعيدون من الدوائر السياسية المعهودة. وتعرقل عصبية الأحزاب القبلية، والإعلام المرتزق، والقوانين البالية بلوغهم هذه الدوائر. ويجب إزالة المعوقات والعراقيل، والسماح للمستقلين بالترشح الى الانتخابات النيابية خارج اللوائح الحزبية الكاملة. وتفوق أهمية الإجراءات هذه سياسات تخفيض الضرائب ورفع الأجور. فهذه الإجراءات هي السبيل الوحيد الى التغيير.
سيدي الرئيس يوشنكو! وعدتنا قبل الانتخابات بأن تنزع الحصانة النيابية وتلغي التقديمات الاستثنائية للطبقة الحاكمة. ولذا، نتمنى عليك أن تعقد مؤتمراً صحافياً واحداً تخبرنا فيه أين أصبحت مشاريع القوانين هذه عوض الانصراف الى تهمة رئيسة الوزراء بالخيانة العظمى. وحضرة الرئيسة تيموشنكوّ لقد انهالت علينا وعودك بإلغاء الضريبة على القيمة المضافة، فلماذا لا نزال ندفعها الى يومنا هذا؟
وأتوجه بالسؤال الى يوري لوتسنكو، رئيس كتلة «الدفاع الشعبي»، وهي جزء من الائتلاف الحاكم. فهل شاهد الفيديو الذي نشر على مواقع الإنترنت، والذي يظهر أفراداً من شركة أمن خاصة يعتدون على مواطن يتظاهر ضد أعمال البناء التي تقوم بها هذه الشركة، على مرأى من أنظار الشرطة؟ وفي حال لم تتراجع الشرطة عن حيادها، وتتدخل لفرض القانون، قد تضطر يا سيد لوتسنكو إلى التنازل عن اسم كتلتك، «الدفاع الشعبي»، للمواطنين العاديين الذين سيدافعون عن حقوقهم بأيديهم.
عن «كوريسبوندنت» الأوكرانية، 13/9/
0 التعليقات:
إرسال تعليق