لماذا لم تعاقب موسكو لقتلها ليتفنينكو
بول غوبل
الجمعة، 18 يوليو/تمّوز 2008
فيينا، 18 تموز / يوليو -- من المحتمل ان تفلت موسكو من العقاب "لتصفيتها" ألكسندر ليتفينينكو في لندن لان الحكومات الديمقراطيه نادرا ما كانت قادرة على تحديد رد كاف لعمليات تصفيه تقوم بها الاجهزه الخاصة الاجنبية على أراضيها،" وفقا لمختص روسي معروف في عمليات الاستخبارات.
ولا يزال هناك المزيد يكتب اندريه سولداتوف في مقال نشر في صحيفة يجيدنيفني جورنال "yezhednevniy zhurnal" هذا الاسبوع، ومثل تلك "الاغتيالات السّياسيّة الغير مشروعة الاغتيالات السياسية تصبح بشكل دائم تقريبا مناسبة للمساومه" بين الدولة التي نظّمت عمليّة الاغتيال والبلد الّذي وقعت على ارضها عمليّة الاغتيال (www.ej.ru/?a=note&id=8220.)
كان مقال سولداتوف ردا على مقال آخر نشر في نفس الصحيفة ليوليا لاتنينا Yuliya Latynina وهي الّتي قالت بأن الحكومة البريطانية لن توقف السعي لمواصلة البحث عن قتلة ليتفينينكو في موسكو وفي ان لندن لن تنخرط في اية "مساومة" حول هذه القضية لأنها تعتبر "واحد من تلك الاشياء" الّتي لا تشترك فيها الديمقراطيات في مثل هذه النشاطات (http://ej.ru/?a=note&ID=8210).
ولايصال رأيه، يناقش سولداتوف ما حدث في ألمانيا الغربية في سنين الخمسينات والستينات، عندما قامت اس دي اي سي اي SDECE الفرنسية التي تعمل تحت اسم "اليد الحمراء" بسلسله من الاغتيالات والتفجيرات في جمهورية ألمانيا الاتحادية. ويقول سولداتوف بان باريس اتخذت هذه الاجراءات ، من اجل اجبار بون للحد من تدفق الاسلحة الى الجزائر.
والرّد الالماني على ذلك، وكما اعترف المسؤولون الألمان وشهد علماء متعدّدون على ذلك ، هو فعل ما ارادت الحكومة الفرنسية بالضبط، وهو تشديد القيود المفروضة على تدفق الأسلحة الى المقاومة الجزائرية وذلك للمساومة لتفادي اتخاذ اي اجراءات أكثر صرامه.
ويعترف سولداتوف بأن الالمان ردوا بقسوه عندمااعترف اثنان من ضباط الكيه جي بي عند فرارهم بانّهم كانوا قد أرسلوا للغرب لقتل اثنان من النّاشطين المعادين للسّوفيات، لكنّه يقول بان رد الفعل هذا كان من نتاج الحرب الباردة، وان اي مقارنات معه او مع علاقة ماركوف فى لندن (التي تحتج عليها لاتنينا latynina) ليست في محلها.
ومثال ثاني هو مواقع الباحث الموسكوفي المتعلّقة بتصفية الحكومة الاسبانيه لناشطين من الباسك في فرنسا. حوالي 27 من اعضاء منظّمة ايتا ETA قتلوا هناك بين عامي 1983 و 1987، ومدريد قد رأت ما هو سبب قاهر لاتخاذ هذه الخطوة: الدعم الفرنسي لايتا.
الاسبانيين أرادوا أن تعلن فرنسا منظّمة ايتا منظمة ارهابية. وهذا هو ما حدث عندما رأت باريس ان عمليات القتل هذه كانت تتسبب بانّ الكثير من السياح كانوا يقرّرون عدم زيارة جنوب فرنسا بسبب أعمال العنف. وعلاوة على ذلك، فقد حوّلت باريس من موقفها لسياسة أخرى وساندت دخول اسبانيا الى منظمة التجارة العالمية.
ولكن بطبيعة الحال، يقول "سولداتوف، بانّ هاتين القضيتين "لا تستنفدا هكذا طلبات من ارهاب الدولة." عملاء الحكومة الايرانيه الحالية قاموا بقتل مسؤولين من نظام الشّاه، دون اثارة عقوبات مثيرة للغضب. واسرائيل "قد تجنبت العقوبات لقتلها الفلسطينيين على أراضي بلدان ثالثة."
وحتى قبل قضيّة ليتفينينكو، فانّ موسكو ليس فقط شاركت في هكذا ممارسات، ولكن في عام 2006 اتخذت خطوة مثيرة في اصدار قانون عام يسمح "بتدمير النّاس على أراضي بلدان ثالثة" اذا كان هؤلاء النّاس يعملون في القتال لاضعاف الدّولة الرّوسيه.
في عام 2004، وكما تثبت سجلات المحكمه، فانّ عملاء موسكو قاموا بقتل الزعيم الشّيشاني يندرباييف في قطر. وبين عامي 2006 و 2007، قام عملاء موسكو بقتل أو خطف 12 من الشيشانيين في أذربيجان. وفي آب / أغسطس 2007، يبدو انه وان لم يتم اثباته بأن العملاء الرّوس قتلوا رميا بالرّصاص ناشط اسلامي في أبخازيا.
واللافت في كل هذه الحالات، أنّ سولداتوف يقول التّالي: ان الحكومات المعنية "رفضت ابداء رد فعل مبدئي على اجراءات العمليّات الخاصّة الأجنبية على أراضيها" أو حتّى تصرفّت وفق أساليب بصورة مباشرة أو غير مباشرة وكما كان الحال مع ألمانيا وفرنسا في وقت سابق بحيث تتوافق مع مصالح هؤلاء الّذين أرسلوا مثل هؤلاء القتلة.
وبالفعل، فإن المعلّق الرّوسي يكمل، حيث قال انه يمكن ان يتذكر مثال واحد فقط فى مثل هذه الحاله عندما ردّت الحكومة اعتمادا على المبدأ، ايطاليا وتحديدا النيابة العامة في ميلانو، عندما أثاروا عاصفه من الاحتجاج عند قيام عملاء وكالة المخابرات المركزية فى عام 2003 وبشكل سرّي باحتجاز وحمل الإمام أبو عمر، الذي كان قد منحته روما اللجوء السياسي في عام 1997.
باعطائه ذلك المثال، يقول سولداتوف، ماذا سيفعل البريطانيّون اذا توصّلوا كما فعل بعض المسؤولين الرّسميّين بأنّ "الحكومة الروسيه وراء قتل ليتفينينكو؟" وبشكل أكثر تحديدا، كيف يمكن للحكومة البريطانية أو غيرها من الحكومات في الواقع "أن تحضر السلطات في روسيا للمسائلة؟"
باستثناء عدد قليل من المقالات في الصحف وتصريحات غير رسمية من "مبعوثين بدون ذكر الأسماء" من الخدمات الخاصّة البريطانيّة، بحيث سجّلت ردود الفعل البريطانية، وفي نهاية المطاف كما يشير سولداتوف في "تعليق" لمقاله بانّ رئيس الوزراء البريطاني قد تراجع حتى عن ذلك.
وفي نهاية الحديث، فان المعلّق المقيم في موسكو قال، "المحقّقين الصّحفيين البريطانيين والرّوس سيتمكّنون من تسليط الضّؤ على من نظّم عمليّة قتل ليتفينينكو"، تماما كما فعل الصحفيين في حالات ماركوف وايتا. الا أنه سيكون الصحفيون بدلا من الحكومات هم الّذين عليهم فعل ذلك. ان هذا الاقتراح الاخير، قال سولداتوف ليس شيئا يرتجي منه أي أمل.
مرسلة من بول غوبل الساعة 6:13
نافذة على أوراسيا
ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز
0 التعليقات:
إرسال تعليق