بوش يجدد الدعم لتبليسي ومشاورات كثيفة في مجلس الامن للاتفاق على وقف النار ...
الحرب في القوقاز تتمدد إلى أبخازيا
تبليسي، موسكو، بكين، نيويورك الحياة - 10/08/08//
--> انشغلت أوروبا والولايات المتحدة ومجلس الامن امس بمحاولة احتواء «حرب أوسيتيا» بين روسيا وجورجيا، حليفة الغرب، بعدما دخلت مرحلة جديدة بامتدادها الى اقليم ابخازيا المجاور، الناشد مثل اوسيتيا الجنوبية، وبدعم روسي، الانسلاخ عن جورجيا، وسط علامات عن عزم روسي على المضي قدما في هذه المواجهة، وهو ما ظهر واضحا من خلال وصول «رجل روسيا القوي» رئيس الوزراء فلاديمير بوتين الى المنطقة الملتهبة في القوقاز ليشرف بنفسه على الاوضاع.
واذ بدت الاوضاع على الارض في غير مصلحة جورجيا ارتفع الصوت الاميركي لدعمها، فشدد الرئيس بوش على ان «جورجيا دولة ذات سيادة ويجب احترام وحدة أراضيها».
وقال بوش في بكين: «أنا قلق بشدة من الوضع في جورجيا. والولايات المتحدة تأخذ هذه المسألة بجدية». وأشار إلى أن الهجمات تطاول مناطق من جورجيا بعيدة عن «منطقة النزاع في أوسيتيا الجنوبية، هذا مؤشر إلى تصعيد الأزمة. العنف يهدد السلم الإقليمي، وهناك كثيرون من الضحايا المدنيين وبعضهم في حالات خطرة». وأضاف: «جورجيا دولة ذات سيادة ويجب احترام وحدة أراضيها». ولفت إلى أن واشنطن تعمل مع الأوروبيين لبدء وساطة دولية من أجل استئناف الحوار بين الجانبين.
وتواصلت المشاورات غير الرسمية في مجلس الامن امس في محاولة للتوصل الى اتفاق يدعو الى وقف اطلاق النار بين روسيا وجورجيا، بعدما اخفق المجلس اول من امس في التوافق على بيان اقترحته بلجيكا يدعو اطراف النزاع الى «ضبط النفس والامتناع عن اعمال عنف جديدة».
واعلن الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي «الاستعداد لوقف اطلاق النار فورا اذا اوقف الطرف الاخر اطلاق النار والقصف». وأعلن ساكاشفيلي، خلال اجتماع مع قادة المعارضة، انه تشاور هاتفياً مع بوش الذي «جدد له دعمه لجورجيا».
في المقابل، دان بوتين «السياسة الاجرامية» التي تنتهجها القيادة الجورجية، واصفا التدخل الروسي في اوسيتيا الجنوبية بانه «شرعي» و»ضروري»، وذلك في تصريحات نقلها التلفزيون. وقال بوتين، خلال اجتماع في مدينة فلاديكافكاز (بلاد القوقاز) عاصمة جمهورية اوسيتيا الشمالية الروسية: «طموح جورجيا للانضمام الى عضوية حلف شمال الاطلسي... تحركه محاولتها جر الدول والشعوب الاخرى الى مغامرات دامية».
وأفاد الكرملين بأن الرئيس الروسي ميدفيديف ندد في مكالمة هاتفية مع بوش بـ «الأعمال الهمجية» الجورجية التي اوقعت «آلاف الضحايا».
وتزامناً مع مصادقة البرلمان الجورجي على مرسوم وقعه ساكاشفيلي بفرض الأحكام العرفية في البلاد لمدة 15 يوماً، أعلن مسؤولون روس استسلام الجنود الجورجيين في أوسيتيا الجنوبية والسيطرة على العاصمة تسخينفالي.
وأعلنت الحكومة الجورجية ان «الاتحاد الروسي شن عملية عسكرية واسعة ضد المدنيين في منطقة كودوري»، واتهمت سلاح الجو الروسي بالهجوم.
وأكدت السلطات الأبخازية ان الغارة شنها الطيران الحربي الأبخازي وليس الروسي، في اطار مساعدة أبخازيا لأوسيتيا الجنوبية. وقال رئيس جمهورية أبخازيا غير المعترف بها، سيرغي باغابش، إن القوات الأبخازية بدأت عملية لإخلاء وادي كودوري من القوات الجورجية.
في غضون ذلك، اتهمت الخارجية الروسية أوكرانيا بتشجيع جورجيا على «التدخل» عسكرياً وارتكاب أعمال «تطهير عرقي» في أوسيتيا الجنوبية. ورد مجلس الأمن القومي في جورجيا متهماً القوات الروسية بحملة «تطهير عرقي» في الاقليم، ومحذراً من ان سحب القوات الجورجية من المنطقة سيؤدي الى مزيد من العنف.
وأعلن رئيس الوزراء الجورجي لادو غورجينيدزي، ان سلاح الجو الروسي قصف موقعاً قريباً من خط الأنابيب النفطي «باكو – تبيليسي - جيهان» في جورجيا، من دون أن يلحق به أذى.
وأشارت موسكو الى سقوط «الفي قتيل مدني على الأقل»، الأمر الذي اعتبره ساكاشفيلي «أكاذيب فاضحة»، مؤكداً ان «ليس هناك عملياً قتلى مدنيون». أما الاوسيتيون الجنوبيون فتحدثوا عن نحو 1600 قتيل في تسخينفالي.
وحذرت بريطانيا والولايات المتحدة مواطنيهما من السفر الى جورجيا إلا في حالات الضرورة.
وفي بكين، أعلنت اللجنة الأولمبية الجورجية أن فريق جورجيا المكون من 35 فرداً والمشارك في دورة بكين للألعاب الأولمبية قد ينسحب، بسبب الهجوم الروسي على بلاده.
0 التعليقات:
إرسال تعليق