إن شعوب شمال القوقاز والشراكسة (الأديغة) خاصة, هم من جذور عميقة لترابط قومي تاريخي لأكثر من خمسة آلاف عام.ان حضارة وثقافة شمال القوقاز, اعتبرت ثروة وكنزا موروثين ومتداولين من خلال الأجيال, من السلف العظماء الى الخلف المخلصين.وبقدر ما كانوا محظوظين وسعداء بنعمة الله بان يكون موطنهم جنة الله على ارضه, فانهم كانوا ولا يزالوا مشؤمين بالكارثة والقضاء والقدر الذي جعلهم ضحايا للحسد والطمع الإستعماري.الدفاع عن الوطن الأم كان له طابع الأهمية لحياتهم اليومية, حيث ساعدهم ذلك على القتال ضد كل انواع الغزاة, والنجاة من خلال تضحياتهم الشجاعة والباسلة.كان دائما في الذاكرة, ذاك المثل القائل "ان مفخرتنا العظمى لا تكمن في ان لا نسقط ابدا, بل في النهوض في كل مرة نسقط بها" وكذلك "موضع اعتزازنا الحقيقي ينبع على نحو سرمدي".ان النتيجة المأساوية والمتفرعة, كمحصلة لنهاية الحرب القوقازية/الروسية والتي انتهت في العام 1864, نتج عنها نتائج كارثية على الوطن وكافة السكان.ان الغزاة ـ وعندما احتلوا الأرض ـ قاموا بتقسيم "شركيسيا" لأجزاء وأكملوا بعدة تغييرات وتبديلات وضم وتحويلات وتحولات بالشكل والمضمون.والمقيمين كانوا عرضة للإبادة الجماعية أو موزّعين حول العالم و/أو ليس اكثر من 15% من مجموع السكان بقوا في الوطن.لقد قطّعت "شركيسيا الكبرى" الى اجزاء وقطاعات واقسام ومقاطعات ومناطق وجمهوريات ذات حكم ذاتي وقد كان المعنى المقصود هو لتغيير الأوضاع والأسماء الأصلية ولمسحها من ذاكرة الأمة. في هذا الوضع, والمثل الذي طرح, هو أحد مئات القضايا التي طفحت كنتيجة للإحتلال الإستعماري الروسي.لقد تعاونت السلطات الإستعمارية مع بعض الإنتهازيين المحليين للتظاهر بان الناس يحكمون انفسهم, بينما هم في الحقيقة محكومون ومؤتمرون من موسكو و باساليب فظة وهمجية. ومع ذلك, فان المواطنين الحقيقيين سيسلكوا الطريق والذي سيبقي الزخم لاستعادة الحقوق المسلوبة والاصرار على حق تقرير المصير.ان الإنتهازيين يعتبرون حياديين, لكن "المحايدين هم حلفاء الشيطان" و "الحياد كمبدأ دائم, هو دليل على الضعف".ان شعب الشابسوغ عاش كجزء من شركيسيا, وفي المنطقة التي كانت تدعى شابسوغيا! ماذا حصل لهم وماذا حصل لوطنهم؟تغير اسم وعنوان الوطن, اما الأرض فقد اعيد توزيعها وكذلك المعالم ومزاياها وقسماتها وميزاتها ومشاهدها قد تبدلت جميعها. لقد تم التعامل مع السكان من قبل المعتدين بطريقة جعلت العديد منهم يتعرضون للإبادة الجماعية والبقية الباقية, إما مكثوا في الوطن الأم أو شتتوا عبر البحر الأسود للأقطار الأخرى, لكن وعلاوة على ذلك, كان عليهم ان يعانوا ويواجهوا المحن و التعذيب عندما دمّرت او أغرقت سفن "الإبعاد" ونتج عن ذلك عشرات الآلاف من القتلى.بعد كل ما وصف آنفا, قامت السلطات الإستعمارية وعملائها بالإعلان مؤخرا بانهم يخططون للإحتفال بما يسمى 450 عاما من الإنضمام الطوعي لروسيا و "للإحتفال بذلك في كل من الأديغييه و قبردينو ـ بلقاريا و قرشيفو ـ شركيسيا" وهو الباطل و غير الصحيح في المطلق, لأنه لا يذهب احد للتطوع للإحتفال بالإنضمام الى سفّاح وفي نفس الوقت يقاتل بحرب ضروس دامت 101 من السنوات ضد نفس ذلك السفّاح.هؤلاء الشابسوغ الذين لا يزالون في وطنهم الأم, مقموعون من قبل السلطات الإمبريالية وان بلدية سوشي اعلنت رسميا بان البلدية لا تعترف بحقوق شعب الشابسوغ المتجذِرالصغير!كان ذلك كل شئ, لأن هؤلاء المستعمرين يتعاملون مع السكان الأصليين بطريقة سادية, وبالرجوع الى الرد الرسمي "لمصلحة ضرائب سوشي", فان الشابسوغ يجب ان يدفعوا للأراضي حتى انهم يريدونهم دفع الضرائب مع ان حقوقهم مغتصبة ومصادرة بالإضافة الى معاملتهم السيئة كبشر.أخ عزيز وبعدما قرأ مقالا عن الأعمال العدائية الروسية ضد شمال القوقاز كتب التالي:بعدما قرات المقال, انهمرت الدموع, ألله أكبر, أي نوع من البشر يكون هؤلاء الروس؟ ان الحيوانات لا تفعل تلك الأفعال التي اقترفوها ضد شعبنا. إن الله سبحانه وتعالى قد رأى ما اقترفته اياديهم, واني اقارنهم بفراعنة مصر وحتى أسوأ من ذلك. لكن الله سبحانه وتعالى اخبرنا في القرآن الكريم عن قصصهم وعن نهايتهم. شكرا لله بان هذه الحياة لا تساوي شيئا مقارنة بالدار الآخرة. آمل ان تقوم المحكمة الدولية بإبداء الشجاعة لشجب الروس المسؤلين عن هذه الجرائم, ولجعل العالم اجمع يعرف عن اعمالهم الشريرة.
Sunday, October 29, 2006, 2:47:26 AM The Eagle's Editorial Collection
0 التعليقات:
إرسال تعليق