29 تشرين الأوّل / أكتوبر 2008
بول غوبل
فيينا ، 29 تشرين الاول / أكتوبر - المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس قام بتصنيف البلدان من حيث قدرتها التنافسية على الصعيد الدولي لفترة طويلة؛ الآن، ولأول مرّة قام الباحثون الرّوس بتطبيق المقياس على 38 من مناطق روسيا ووجدوا انّه لو كان العديد منها قائما كدول مستقلّة، لكان ممكنا أن يكونوا أفضل حالا من روسيا نفسها ككل.
انّ مقياس دافوس يصنّف الفيدراليّة الرّوسيّة ككل في المرتبة 71، ولكن عندما قام مركز بومان للابتكار ومركز موسكو للدّراسات الاستراتيجيّة باختبار مناطق روسيا بشكل فردي، فقد وجدت أن (اقليم) نوفوسيبيرسك أوبلاست وتتارستان وموسكو أوبلاست جاءت بمرتبة أعلى بكثير وعلى المراتب 45 و 47 و50 على التّوالي (www.gazeta.ru/politics/2008/10/21_a_2861435.shtml). واضاف "اذا قامت [هذه المناطق] بالعيش بمفردها،" أشارت الدّراسة، "عندئذ فأنها ستقارن قدراتها تنافسيّا مع الآخرين على النحو التالي: نوفوسيبيرسك أوبلاست ستقارن مع قبرص وتركيا (45 و46 حسب تصنيف دافوس)و تتارستان مع "هنغاريا" المجر (المرتبة 47) وموسكو أوبلاست مع كوستاريكا (في المرتبة 50). "بالتّأكيد، من 38 من التّابعين للاتحاد الّذين تمّ تقييمهم بهذا النّسق، فانّ 33 منها جاءت نتائجها أفضل من الاتّحاد الرّوسي ككل حسب هذا التّقييم من القدرة التنافسية للدّولة.
وقد جاءت تشيليابينسك وكالينينغراد واستراخان وسفيردلوفسك ومقاطعة تومسك واقاليم كراسنودار وبيرم وسان بطرسبورغ كانت جميعها من بين الذين فاقوا الترتيب الرّوسي.
ومن بين تلك الّتي جاء تصنيفها دون هذا المقياس كانت أقاليم تولا وتفير وقباردينو-بلقاريا وقراشيفو-شركيسيا وأديغييه، الّتي تراوحت قدراتها التنافسية على التوالي من مصر وقازاخستان وأفضل من أذربيجان وباكستان وبلغاريا في الطرف الأدنى على التّوالي.
(المحلّلين الرّوس الذين أعدّوا هذه الدراسة أجروا مقابلات مع أكثر من 4000 من المسؤولين ورجال الأعمال، لكنهم قرّروا عدم شمول مدينة موسكو معها. وفي رأيهم، "العاصمة مميّزة جدا وبالتّالي تتطلّب دراسة منفصلة."انهم وعدوا باعداد ونشر واحدة في المستقبل.)
من جهة أخرى، فانّ هذا الاختلاف بين المناطق يجب ألّا يفاجئ أحدا. بشكل تقريبي فانّه حسب التّعريف، يوجد في الاتّحاد الرّوسي كما هو الحال في كل بلد آخر، بعض المناطق سيأتي ترتيبها أعلى من المتوسط الوطني بسبب تطوّرات جغرافيّة وتاريخيّة و اقتصاديّة مختلفة وبعضها سوف يحل في مرتبة أقل.
ولكن من ناحية أخرى، فإن ظهور مثل هذه القياسات وحتى أكثر من ذلك، يعتبرادراكا عارما للواقع الّذي ينعكس ويمكن أن يؤدّي الى عواقب سياسية من المد والجزر في السّلطة بين مركز ومحيط الاتّحاد الرّوسي في الوضع الحالي. (www.barentsobserver. com/russian-regions-doing-better-than-russia.4522253-16149.html).
مع أنّ صحيفة "غازيتا" أوحت بأنّ الدّراسة تؤكّد بانّ الطرق العضوية في الاتحاد الرّوسي ككل تعمل لصالح هؤلاءأعضاء الاتّحاد الّذين هم وضعهم أفضل من المتوسط للدّولة ككل، وأشارت الصحيفة الموسكوفيّة إلى أنّه "يمكن للمرء أن يعتبر [نتائج هذا البحث] لتكون ترنيمة لنزعة الانفصال".
بالطّبع، وفي المحيط الحالي هناك كثير من المحللين يميلون الى القيام بذلك تماما. أحد المعلّقين الرّوس هذا الاسبوع على سبيل المثال أشار كما أشار العديد منهم في الماضي أن انخفاض سعر النفط والغاز في أواسط الثّمانينات أدّى في نهاية المطاف إلى تقويض وتدمير اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية (www.ari.ru/doc/؟id=3169).
وكان ذلك الأثر، أضاف، وذلك لأنّ جمهوريات وطنيّة مختلفة خلصت إلى أنه يمكن أن يكون وضعها على نحو أفضل منفردة اقتصاديا وكذلك سياسيا. وبالتالي، فإن المحلّل الموسكوفي قال، انّ بعض المناطق في الفيدراليّة الرّوسيّة – سواء ذات أغلبيّة عرقيّة روسيّة وكذلك غير الرّوسية - يمكن أن تستنتج نفس النتيجة الان، وذلك نظرا لانخفاض أسعار النفط والغاز.
كتب من قبل بول غوبل
ترجمة: مجموعة العدالة لشمال القوقاز
0 التعليقات:
إرسال تعليق